المركز الجامع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نقد المنتقدين وسزاجة المجاهدين - حسين بن محمود حفظه الله

اذهب الى الأسفل

نقد المنتقدين وسزاجة المجاهدين - حسين بن محمود حفظه الله Empty نقد المنتقدين وسزاجة المجاهدين - حسين بن محمود حفظه الله

مُساهمة  الرجل الطيب السبت أغسطس 25, 2007 7:25 am

بسم الله الرحمن الرحيم

نقد المنتقدين وسذاجة المجاهدين


نسمع هذه الأيام كلمات غريبة وأفكار عجيبة تصدر من أناس تصدروا هذه الفضائيات وتكلموا في أمور الأمة بالمبهمات التي زعموا أنها أوضح الواضحات !!

لا شغل اليوم للناس إلا الكلام عن أهل الجهاد : طعنا وتشكيكا وتلبيسا واستصغارا وتخذيلا وإرجافا !!

لقد كثر الكلام وكثرت الأقاويل التي تلبست بصيغة "النقد البناء" و"النصيحة الأخوية" وغيرها من الكلمات التي ظاهرها الرحمة وباطنها الشر والخبث والمكر ، أو الجهل المركّب ..

يعجب الإنسان من الخوالف كيف ينتقدون أهل الجهاد : أنتم أخطأتم ، أنتم فعلتم ، أنتم تركتم ، أنتم وأنتم !! ومن أنتم حتى تقولوا للمجاهدين : أنتم !!
يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم عندُ !!


المجاهدون لا همّ لهم إلا الجهاد !! المجاهدون اختزلوا الدين كله في الجهاد فلا يعرفون دعوة ولا علم ولا بناء مؤسسة فضلاً عن دولة .. كل همهم الجهاد !! المجاهدون يقتلون الأبرياء !! المجاهدون لا يعون الواقع !! المجاهدون يستخدمون العنف !!

من أنتم يا قاعدين يا خوالف يا من عصيتم الله بترككم الجهاد المتعين بالإجماع !! حقاً "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" !!

إن الإنسان ليستحي أن يرد على هؤلاء بالكلام وأشلاء الكفار تتطاير أمام عينيه في ما يبثه الرجال من الغزوات المرئية !! أليست الصورة أبلغ من الكلام !! لولا علمنا بأن هناك من الأبرياء من وصلوا إلى درجة من السذاجة بحيث يصدقوا أقوال هؤلاء الأغبياء لما تكلفنا عناء البيان ، ولكن :
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً ... فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها

فلنمشي مع هؤلاء المنتقدين خطوة خطوة ، ونبين حال كلماتهم السخيفة التي لا تنطلي إلا على البلهاء :

يقولون : المجاهدون لا يُحسنون بناء مؤسسة ، فضلا عن دولة !!

ومن قال لكم بأن المجاهدين خرجوا لتأسيس مؤسسات !! هؤلاء خرجوا لقطع رقاب وضرب أعناق وتمزيق أجساد الكفار وتقطيعها إربا .. لم يخرجوا لبناء مؤسسات ولا مدارس ولا أنشطة ثقافية ، هؤلاء أهل حرب وغزو .. أتعرفون ما الحرب !! لا أظن ، فأحدكم لم يطلق طلقة واحدة على فأر فضلاً عن أن يرفع سلاحاً في وجه كافر !! ثم أنسيتم "الإمارة الإسلامية" التي صنعت المستحيل خلال بضع سنوات : أمِنَ الناس على دمائهم وأعراضه وأموالهم ، وتوقفت زراعة المخدرات ، وهُدمت الأصنام وعُبد الله وحده ، هذا كله مع قلة ذات اليد وغدر الصديق وكيد العدو !! فأي دولة أفضل منها في هذا الزمان !! أم أنه لا بد من : صروح الربا ، ومواخير الزنا ، وشرب الخمر ، وإعلام هابط ، ومؤسسات معطّلة ، وتحكيم قوانين كفار ، وسرقات مسؤولين حتى تكون دولة !!

قالوا : المجاهدون لا يفقهون السياسة !!

وأي سياسة أفضل من ضرب أعناق الكفار ، وقطع رقابهم ، وأخذهم ، والقعود لهم كل مرصد ، وتشريد من خلفهم بهم !! أم أن هذه السياسة لا تصلح لهذا الزمان كما لا يصلح معاداة الكفار والهجرة من بلادهم وسبي نسائهم وذراريهم وقتل رجالهم ، وكما لا يصلح احتجاب المرأة المسلمة عن غير المحارم وعدم إختلاطها بالرجال ، كما لا تصلح اللحية الطويلة والثوب القصير الذي لا يليق بمنظر المسلم المتحضر !!

قالوا : المجاهدون يستخدمون العنف !!

وكأن هذه كلمات خرجت من عذراء في خدرها بيضاء لم يرها الشمس ولم يخدش وجنتيها النسيم !! وماذا تريدون أن يفعل المجاهدون !! أهذا يعيب المجاهدين !! الله يقول في كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة : 123) ، قال الراغب في "مفردات ألفاظ القرآن" : الغلظة : الخشونة .. فهل هناك فرق بين العنف والغلظة والخشونة يا "توتو" !! الله وسم أهل الغلظة بالتقوى ، فما هو وصف أهل اللين والتذلل للكفار والمنافقين في كتاب الله !! وما هو حكم من يؤمن بمقولة "أنا لا أؤمن بالعنف" {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة : 85) ..
!! كأني بـ "توتو" إذا أتاه أمريكي يريد هتك عرض زوجته - وقد علا بطنها وقعد بين فخذيها - يرميه بقصاصات ورق وهو يقول : عيب يا أمريكي ، عيب يا خواجه ، هذا عنف !!
الله سبحانه وتعالى أوصى نبيه فقال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (التحريم : 9) ، فهل تصدقون !! النبي الذي أرسل رحمة للعالمين ، الذي أُرسل بالسِّلم والسلام والأمن والمحبة للبشرية كلها يقول له ربه هذا الكلام !! هذا فَهْم المجاهدين وهذا مرجعهم ، وهم لا يفهمون غير هذا الكلام ، ولو جلسنا معهم ألف سنة وقلنا لهم : لا تستخدموا العنف ، فإنهم لن يقتنعوا إلا أن ينزل جبريل بمصحف "توتو" الجديد ، وقد نزل في الكويت ووزعته القوات الأمريكية على النخبة الكويتية : "توتو وأصحابه" ..

قالوا : المجاهدون لا يعون الواقع !!

هذه القالة (فهم الواقع) كان يطلقها بعض من ينتمون إلى "جماعة الإخوان" على من ينتمون إلى "الجماعة السلفية" ولما اتضح نقيضه تعطل اللقب قليلا حتى ظهر المجاهدون فأطلقه الجميع عليهم !! وكأن اللقب كان عبئا مخزونا في قلوبهم لم يستطيعوا طرحه حتى يعلقوه في رقبة غيرهم !! سبحان الله !! أنتم في بيوتكم وعلى أسرتكم وبين أبنائكم وفي أحضان زوجاتكم تعرفون الواقع أحسن ممن يعيشه !! الواقع اليوم "ساحات القتال" فأين أنتم من الواقع !! وهل الخبر كالعيان !! ترَك المجاهدون لكم واقع الكبسات والمناسف والمقلوبات والطعمية والباشاميل ، فاشبعوا بواقعكم ، فقد اشتغل المجاهدون بواقع غيره.

قالوا : المجاهدون يقتلوان الأبرياء !!

عرّفوا لنا الأبرياء ، ثم هاتوا برهانكم بأن المجاهدين هم من يقتلون هؤلاء الأبرياء .. إن كنتم تقصدون بالأبرياء : أولياء اليهود والنصارى وحراس منشآتهم ، فلا أبقى الله أبريائكم ثم لا أبقاهم المجاهدون .. أما الأبرياء الحقيقيون ، فنقول : وهل خرج المجاهدون من أموالهم وأهليهم وبلادهم إلا للدفاع عن هؤلاء الأبرياء !! كان يسعهم أن يضعوا أيديهم في يد من وضعتم أيديكم في يده ليكونوا مثلكم أصحاب مناصب وصولات وجولات في الفضائيات ، ولكنهم آثروا الرجولة على الرعونة ، وخرجوا دفاعا عن حرمات المسلمين ..
ثم تعالوا لنُعمل عقولنا لحظة واحدة ، فنقول : ألسنا في حرب ؟ أليس عدونا يمكر بنا ؟ أليس هناك احتمال بسيط جدا بأن العدو هو من يقتل الأبرياء ويلصق التهمة بالمجاهدين الأوفياء ليزرع الشقاق بين الأشقاء ليتنازع المسلمون فيما بينهم فيفشلوا وتذهب ريحهم !! كم مرة قبض المجاهدون على بريطانيين وأمريكان وعملاء لهم أرادوا تفجير الأماكن العامة وقتل سكان المدن على غرار ما يتهمون به المجاهدين (بل حتى بعض الحكومات قبضت على بريطانيين أرادوا التفجير وإلصاق التهمة بالمجاهدين ، ولكنها أطلقت سراحهم لأنهم ليسوا مجاهدين ، بل بريطانيون كفار طيبون مُغرر بهم) !!
متى يفهم هؤلاء بأننا في حرب ، وهناك ما يسمى خدعة في الحرب ، ومكر ، وخبث ، وتفريق وتمزيق وتشتيت للجهود ، متى نتعلم من قرآننا ومن سنة نبينا وسيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة أصحابه رضوان الله عليه وأجمعين !!
أما من قُتل خطأ في العمليات من قِبل المجاهدين ، فمثل هذا الخطأ وارد في المعارك حتى من قِبل أفضل الناس وأعقلهم وأسدهم رأيا ، فقد روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت "لما كان يوم أحد هُزم المشركون ، فصرخ إبليس لعنه الله : أي عباد الله ، أخراكم ، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم ، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان ، فقال : أي عباد الله ، أبي أبي. قالت : فوالله ما احتجزوه حتى قتلوه ، فقال حذيفة : يغفر الله لكم" ، فها هم الصحابة قتلوا والد صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطأ ، اجتمعوا عليه فقتلوه ، وهم يقاتلون بالسيوف والرماح ، فما بالكم بحرب القنابل والصواريخ !!

قال قائلهم : المجاهدون ليس عندهم علم شرعي !!

وماذا فعلت أنت بعلمك الشرعي يا فالح !! ألم تقرأ في الجامعة قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة : 38-39) ، أنت متوعَّد بالعذاب الأليم ، وقد استبدلك الله "يا صاحب الشهادة العليا" بمن ليس عنده شهادة ليرزقه الشهادة ويُبقيك أنت تحت وعيده .. وليست شهادة كشهادة ..

ألم تقرأ يا "صاحب الشهادة" قول الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت : 69) ، قال السعدي رحمه الله : "{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} ، وهم الذين هاجروا في سبيل اللّه , وجاهدوا أعداءهم , وبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته. {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} أي : الطرق الموصلة إلينا , وذلك لأنهم محسنون. {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} بالعون والنصر , والهداية. دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب : أهل الجهاد." (انتهى) .. قال ابن الجوزي في زاد المسير "{وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا} أي : قاتلوا أعداءنا لاجلنا {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} أي: لنوفقنهم لإصابة الطريق المستقيمة؛ وقيل : لنزيدنهم هداية {وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ} بالنصرة والعون. قال ابن عباس : يريد بالمحسنين : الموحدين ، وقال غيره : يريد المجاهدين. وقال ابن المبارك : من اعتاصت عليه مسألة ، فليسأل أهل الثغور عنها لقوله: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}." (انتهى) .. أفأنت يا صاحب الشهادة أهدى ممن تكفل الله في كتابه بهدايته إلى سبيله !!

قالوا: المجاهدون لا همَّ لهم إلا الجهاد ، وكأنهم اختزلوا الدين كله في الجهاد !!

ماذا نقول لأناس هذا مبلغ عقلهم !! لنأخذهم على قدر عقولهم !! عم يتكلم العلماء في شهر رمضان !! وعم يتكلم العلماء في موسم الحج !! وعمّ يتكلم العلماء عند جمع الصدقات !! كل حالة لها قيلة .. الوقت وقت جهاد ، فماذا تريدون من المجاهدين أن يخوضوا فيه !! هم مجاهدون وهذا وقت جهادهم ، أتريدونهم أن يتكلموا عن اتجاه القبلة على كوكب زحل !! أتريدون من المهندس أن يجري عملية جراحية !! أم تريدون من السبّاك أن يصنع لكم طائرة !! هؤلاء أصحاب صنعة ، وصاحب الصنعة إن لم يتكلم في صنعته فإنه يخوض في ما لا يعلم ، كما تفعلون أنتم حينما تتكلمون عن الجهاد !! فليكن همّكم بناء المؤسسات ، وإقامة مواقع على الشبكات ، وعلّموا الناس أسرار الحياة الزوجية ، واتركوا الجهاد لأهله ..

قالوا : المجاهدون عندهم أخطاء !!

ما شاء الله على هذا التحليل وهذه المعرفة والإطلاع الواسع !! وهل قال أحد بأن المجاهدين ملائكة !! أليس "كل بني آدم خطاء" !! نحن نسأل : كم عند المجاهدين من الأخطاء ؟ ثم نقول لكم : كفى بالمرء نبلا أن تُعد معايبه .. ثم يا أشقياء : كيف تحاسبون المجاهدين على بعض أخطائهم في الجهاد وأنتم أكلكم وشربكم وقيامكم وقعودكم ونومكم كله منغمس في بحر معصيتكم بسبب التخلف عن الجهاد !! إن خطوة المجاهد ووقفته وجلوسه وضحكه وبكائه ونومه وأكله وشربه وكل أمره في الجهاد حسنات في حسنات ، أفلا ينغمس خطأهم في بحر حسناتهم كما ينغمس قولكم في بحر تخلفكم وقعودكم عن الجهاد !! أم أن الله لا يحاسبكم على تخلفكم المتعمد وقعودكم عن الجهاد ، ويحاسب المجاهدين - فقط - في ما اجتهدوا فيه !!

قالوا : المجاهدون يكفّرون المسلمين !!

وهل خرج المجاهدون إلا للدفاع عن المسلمين !! كيف يكفرون من بذلوا لهم أرواحهم في سبيل تحريرهم وإبقاء دينهم !! أيصدّق هذا عاقل !! أم تقصدون بالمسلمين أولياء اليهود والنصارى والكفار !! هؤلاء لم يكفرهم المجاهدون ، بل الله كفرهم في كتابه ، فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة : 51) ، فقال المجاهدون "هؤلاء ليسوا منا بل منهم" ، فإن كان هؤلاء من تقصدون فنسأل الله أن يكون جميع المسلمين تكفيريون يكفّرون من كفّر اللهُ في كتابه .. إذا كان المجاهدون يكفرون المسلمين فلماذا يُقاتِلون ، وعمّن يقاتلون !! أيعرضون حياتهم للخطر دفاعا عن كفار !!

قالوا : المجاهدون يكفّرون الحكام !!

هل تقصدون الحكام الذين أعلنوا وقوفهم تحت راية بوش في حربه الصليبية على الإسلام !! هل تقصدون الحكام الذين يحكّمون الدستور الفرنسي الأمريكي البريطاني في دماء وأموال وفروج المسلمين !! هل تقصدون الحكام الذين يمدون أمريكا بالمال والأرض والحرس والجو والنفط والغذاء والدواء والمعلومات ليوفروا على الأمريكان الوقت والجهد ، فيتفرّغ الأمريكان لقتل المسلمين دون منغصات !! هل تقصدون الحكام الذين يقتلون المجاهدين ويأسرونهم ويسلمونهم للأمريكان !! إن كنتم تقصدون هؤلاء الحكام فنُشهد الله بأنهم كفار وأن من لم يكفرهم فهو من أجهل الناس بالواقع وبعقيدة المسلمين .. كيف لا يكونون كفارا وقد اجتمعت فيهم شروط الكفر وانتفت موانعه وهم الذين يُعلنون كفرهم صباح مساء على مرأى ومسمع من الخليقة !! هؤلاء لو كانت لهم آذان لسمعوا كفر حكامهم ، ولو كانت لهم أعين لرأوا كفر حكامهم ، ولو كانت لهم عقول لعلموا كفر حكامهم ، ولو كانت لهم ألسنة لأعلنوا كفر حكامهم ، ولكن {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} ..

قالوا : المجاهدون يقولون بوجوب الخروج على الحكام !!

من كان حاله ما ذكرنا فحكم الخروج عليه واجب بإجماع العلماء ، وهذه كتب السلف بيننا وبينكم ، وإنما التأخير جاء من باب القدرة والمصلحة ، أما الإعداد فلا يُعذر فيه أحد ، هذا هو حكم الخروج على هؤلاء الحكام كما هو مبين في كتب السلف .. فإن كان المجاهدون قالوا هذا ، فهم نقلوا ما كتمه علماء السلطان .. ثم أمر آخر : لم يأذن قادة الجهاد إلى الآن بالخروج على الحكام ، وإنما بيّنوا أنه لا طاعة لهؤلاء الحكام على المسلمين لردتهم ومروقهم من الدين .. والخروج على هؤلاء النتنى آت لا محالة {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}

قالوا : المجاهدون يقتلون المواطنين !!

نقول : أين في ديننا حرمة لمواطن !! ألم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته مواطنيهم المكيين في غزوة بدر وأحد والخندق ، بل وقتلوا مواطنيهم المدنيين الذين والوا الكفار ، وعلى رأسهم أبي عامر الفاسق !! أم أن قتل أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم وقتل إخوان الصحابة حلال وقتل مواطنينا حرام !! أين في القرآن تفريق بين مواطن وغير مواطن !! إن العبرة في ديننا هو الدين ذاته ، فمن كان مسلما فهو المحترم أما غيره فلا .. والشريعة قسمت الناس إلى ثلاثة أقسام : مسلم له ما لنا وعليه ما علينا ، ومعاهد لا نعترضه ما استقام لنا (ويدخل في هذا الذمي والمؤمَّن والمُهادَن) ، وحربي حلال المال والدم أينما وجدناه قتلناه : الأقرب فالأقرب ، هذا هو التقسيم عندنا ولم نجد فيه مكان لمواطن وغير مواطن ، فإن كان جبريل – عليه السلام - نزل عليكم بآية "مواطنة" ، فلا يجوز لكم كتمان العلم الذي عندكم ..

قالوا : المجهادون يُقاتلون في غير بلادهم !!

هذا تقولونه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يقاتل في مكة بل قاتل في المدينة ، وتقولونه للصحابة الذين خرجوا من الحجاز ليقاتلوا في الشام والعراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر ومصر وبلاد المغرب والصين وبلاد الترك والسودان !! وهناك مقولة مضحكة نسمعها دوما من بعضهم ، فيقولون "المجاهدون العرب" !! يقولون هذا ليفرقوا بين المجاهدين في العراق ، فيقولون "هذا مجاهد عراقي ، وهذا مجاهد عربي" .. الحقيقة أنني كلما سمعت هذه الكلمة لا أملك نفسي من الضحك !! وهل العراقي : هندي !! أليس العراقي من العرب !! ربما تكون للكلمة معنى في أفغانستان والشيشان وكشمير والبوسنة وكوسوفو والفلبين والصين وبورما وغيرها من بلاد العجم ، أما العراق ، فكيف يكون لها معنى !! اللهم إلا أن يكون أصل أهل العراق من جزر واق الواق !! كل شيء جائز هذه الأيام ..

قالوا : المجاهدون يفجّرون في بلادهم !!

عجزنا عن فهم عقولكم !! وأين تريدون من المجاهدين أن يجاهدوا !! إن قاتلوا في بلادهم قلتم : يقاتلون في بلادهم ، وإن قاتلوا في غير بلادهم قلتم : يقاتلون في بلاد غيرهم !! افتحوا لهم جبهة على القمر حتى يقاتلوا عليه !! لنبسّط الفكرة بأبسط صورة حتى يفهمها هؤلاء ، أرجو أن تفتحوا عقولكم قليلا لتعرفوا الحقيقة الصعبة التي عجزت عقولكم الكبيرة عن فهمها ، إنها حقيقة قلما ينتبه لها أمثالكم من المفكرين العظماء والدواهي المحنكين ، انتبهوا لهذه الكلمة التي تشرح بدقة مكان القتال ، هل أنتم جاهزون !! القتال يكون .... انتبهوا سأقول الكلمة فلا تفوتكم لأنها صعبة الفهم وربما يخون الحصيف ذكائه فلا يفهم !! انتبهوا لكلامي .. أقول : "القتال يكون حيث يوجد العدو" .. أسأل الله أن تكونوا فهمتم .. يا مُفهِّم سليمان فهّمهم ..

7
7
7
7
7

الرجل الطيب
المسلم الموحد

عدد الرسائل : 141
نبذة : لا تبخل بالعلم علي أحد
تاريخ التسجيل : 17/05/2007

http://islamway.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نقد المنتقدين وسزاجة المجاهدين - حسين بن محمود حفظه الله Empty رد: نقد المنتقدين وسزاجة المجاهدين - حسين بن محمود حفظه الله

مُساهمة  الرجل الطيب السبت أغسطس 25, 2007 7:27 am

قالوا : المجاهدون يجرّون أنفسهم إلى حرب لا قِبل لهم بها !!

قلتم هذا في أفغانستان وانتصر المجاهدون على السوفييت التي كانت أكبر قوة عسكرية في العالم في ذلك الوقت ، فصيّروها روسيا .. قلتم هذا في الصومال وانتصر المجاهدون على أمريكا التي كانت أكبر قوة عسكرية في العالم في ذلك الوقت .. قلتم هذا في البوسنة وانتصر المجاهدون على الصرب والكروات المدعومين من قبل الدول الأوروبية وروسيا واليهود حتى تدخلت أمريكا وأنقذت فلول النصارى من بين براثن المجاهدين .. قلتم هذا في العراق وها هم المجاهدون من نصر إلى نصر وقد اجتمعت عليهم قوى الكفر قاطبة في حملة صليبية اجتمعت فيها جميع الدول النصرانية والحكومات العربية بل وحتى البوذية والهندوسية ..
نحن نعترف بأن المجاهدين بسطاء جدا ، فهم يؤمنون بقول الله تعالى {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة : 249) ، يؤمنون بهذه الكلمات بكل ما تحمله بساطة الإيمان من معنى .. هم يؤمنون بأن النصر يكون بإذن الله ، والهزيمة تكون بإذن الله ، والنصر لا يأتي إلا من عند الله ، وشرط النصر أن ينصروا دين الله بالخروج للجهاد في سبيل الله ، هكذا هم المجاهدون ، ولعل هذه البساطة في التفكير تكون سذاجة وقلة بضاعة في العلم والفهم السياسي والمؤسساتي والتخطيطي والتنظيمي ، لا تلوموهم ، فهم لم يدرسوا في جامعاتكم ، ولم يحصلوا على شهاداتكم ، ولم يُثنوا ركبهم عند إعلامكم ومناهجكم وسماحة مفتيكم ، كل ما يعرفونه أن الله قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد : 7) ، فقالوا : نؤمن بالله وننصر دينه ونتوكل عليه لينصرنا على عدونا !! تخيلوا ، بهذه البساطة والسذاجة فتكوا بالسوفييت وزلزلوا أمريكا وهزوا عرش أوروبا !!
نحن نعرف أن فيكم المفكرين والسياسيين والمحللين وأصحاب شهادات عليا ومنظرين ، ولكن عجزنا أن نُثني المجاهدين عن رأيهم !! ماذا نفعل مع هؤلاء البسطاء السُّذَّج !! عجزنا ونحن نقول للمجاهدين : عليكم بكتب المفكرين والمنظرين ودعوا عنكم كتاب الله وسنة نبيه وسيرته صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم لا يفهمون هذا الكلام ، ولا يرضون إلا بالقرآن والسنة !! نسأل الله أن يهديهم ..

تفتق ذهن أحدهم عن أمر حكيم ، فقال : من حمل السلاح فحجته واهية !!

ماذا نقول لمثل هذا الإنسان !! إن المرء ليدعوا الله أن يعجل زمن الرويبضة حتى لا يتكلم هؤلاء الحمقى !! يا مجنون : النبي صلى الله عليه وسلم حمل السلاح ، وحمله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة وأهل بيعة الرضوان وأهل بدر وأحد والخندق وأكثر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حملوا السلاح ، والله أمر بحمل السلاح في كتابه ، أفكل هؤلاء حجتهم واهية !!

وقالوا : المجاهدون لا يرضون بالنقد البناء ولا النصح !!

هذا صحيح ، ولا نخالفكم فيه ، ولكن يجب أن تعرفوا السبب !! السبب : أن المجاهدين يحبون أن يسمعوا النقد مشافهة ، أي وجها لوجه ، ولا يحبون النصائح عبر الأثير ، فإن كنتم تريدون أن يسمعوا لكم فاذهبوا إلى الجبهات واجلسوا مع المجاهدين واعقدوا لهم حلقات نصح وإرشاد ، وأنا أضمن أنهم يسمعون لكم إذا فعلتم ذلك ، وأنهم يقدمونكم على غيركم ، فقط اذهبوا هناك عندهم وقولوا ما تشاؤون ..

وقال عالمهم وعبقريهم : المجاهدون أغرار لم ينضجوا بعد ، ولم يتعلموا العلم كما يجب لصغر سنهم !!

نقول لهم : إذا حُشر العلماء يوم القيامة ، فمن يتقدمهم برَتْوَة [والرتوة : المسافة ، وفي لفظ : رتوة حجر : أي مسافة رمية حجر] !! وكم كان عُمر صاحب الرتوة لما مات !! معاذ بن جبل رضي الله عنه مات وعمره ثمان وثلاثون على المشهور (ذكره ابن كثير في ترجمته في البداية والنهاية) ، أليس معاذ بن جبل أعلم الأمة بالحلال والحرام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما توفي النبي عليه الصلاة والسلام كان معاذ عمره ثلاثون سنة ، أي أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام ويتقدم علماء الأمة يوم القيامة ولم يبلغ الثلاثين بعد !! إذاً : العلم ليس بالعمر ، بل بالفهم والعمَل ، وكم من شيخ كبير طاعن لا يحسن قراءة الفاتحة ولا يحسن الصلاة ، وكم من صغير يحفظ القرآن ويتقنه ويحفظ متون السنة ويفقه معانيها ويعمل بها !! وهؤلاء شيوخ قريش لم يؤمنوا لما جائهم أعظم حق عرفته البشرية وأعظم داعية على وجه الأرض بأعظم حجة وأعظم كتاب أنزله الله ، وآمن شبابهم ، وأكثر هؤلاء الشباب كانت أعمارهم بين العشرين والثلاثين لما آمنوا ، وبعضهم آمن وهو دون العشرين ، بل دون العشر !!

وقالوا : المجاهدون عقيدتهم ليست صافية !!

هذا يقوله من يسمون أنفسهم "سلفيون" !! قلنا لجهالهم مليون مرة بأن عقيدة المجاهدين هي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكنهم أبوا إلا أن يقرأ المجاهدون "كتاب التوحيد" و"الأصول الثلاثة" و"القواعد الأربع" !! ماذا نقول لهؤلاء !! وهل نقل هذه الكتب للناس إلا المجاهدون الإخوان (أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب) !! ولولا جهادهم لكنتم اليوم تطوفون حول الأشجار وتتمسحون بالأحجار حال أجدادكم .. فبالجهاد وصلت إليكم هذه الكتب ولن تبقى إلا بالجهاد .. والغريب أن يقولوا أنهم "سلفيون" ومحمد بن عبد الوهاب ليس من السلف ، بل هو من الخلف ويكاد يكون من المعاصرين !! ألا يسعهم ان يقولوا "مسلمين" كما سمانا "إبراهيم" عليه السلام !! أم هي المخالفة والتحزب فقط !!

وقالوا : المجاهدون : خوارج !!

قلنا لهم : عرّفوا لنا الخوارج واذكروا لنا عقيدتهم ، ثم لنقارن بين عقيدتهم وعقيدة المجاهدين .. إنما الخوارج من يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، وهذا الوصف ينطبق على من يأتي نواقض الإسلام ، كموالاة الكفار وتحكيم غير شرع الله ومحبة ظهور الكفار على المسلمين ..

قالوا : نحن أفضل من المجاهدين !!

قلتُ : كذبتم والذي أنزل القرآن ، ألم يقل الله تعالى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } (التوبة : 19-22) ، وقال تعالى {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا *
{ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا } (النساء : 65-96) ..


روى مسلم في صحيحه من حديث النعمان بن بشير قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الاسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر ، وقال لا ترفعوا أصواتكم عند مبز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يوم الجمعة ، ولكني إذا صليت الجمعة ، دخلت فاستفتيت رسول الله فيما اختلفتم فيه ، فنزلت هذه الآية".
قال السعدي رحمه الله "لما اختلف بعض المسلمين، أو بعض المسلمين وبعض المشركين، في تفضيلعمارة المسجد الحرام ، بالبناء والصلاة والعبادة فيه وسقاية الحاج ، على الإيمانباللّه والجهاد في سبيله ، أخبر اللّه تعالى بالتفاوت بينهما ، فقال‏:‏ ‏{‏أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَالْحَاجِّ‏}‏ أي ‏:‏ سقيهم الماء من زمزم كما هو المعروف إذا أطلق هذاالاسم ، أنه المراد ‏{‏وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَاللَّهِ‏}‏، فالجهاد والإيمان باللّه أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرامبدرجات كثيرة ، لأن الإيمان أصل الدين ، وبه تقبل الأعمال، وتزكو الخصال‏.‏وأما الجهاد في سبيل اللّه فهو ذروة سنام الدين ، الذي به يحفظ الدينالإسلامي ويتسع ، وينصر الحق ويخذل الباطل‏ ..‏.. ثم صرح بالفضل فقال‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ آمَنُواوَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ‏}‏بالنفقة في الجهاد وتجهيز الغزاة ‏{‏وَأَنْفُسِهِمْ‏}‏ بالخروج بالنفس ‏{‏أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَاللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}‏ أي‏:‏ لا يفوز بالمطلوب ولاينجو من المرهوب، إلا من اتصف بصفاتهم، وتخلق بأخلاقهم‏.‏
وفي التفسير لمعالم التنزيل للجاوي النووي كلام لطيف في تفسير هذه الآية حيث جاء "لما وصف الله المؤمنين بثلاث صفات الإيمان والهجرة والجهاد بالنفس والمال قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاث ، وبدأ بالرحمة التي هي النجاة من النيران في مقابلة الإيمان ، وثنّى بالرضوان الذي هو نهاية الإحسان في مقابلة ترك الأوطان ، ثم ثلث بالجنات التي هي المنافع العظيمةفي مقابلة الجهاد الذي فيه بذل الأنفس والأموال ، وإنما خصوا بالأجر العظيم لأن إيمانهم أعظم الإيمان" (انتهى) ..

وجاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :قيل :يارسول الله ، مايعدلالجهادفيسبيلاللَّه ؟قال : لاتستطيعونه ،فأعادواعليهمرتينأوثلاثاًكلذلكيقول : لاتستطيعونه ،ثمقال : مثلالمجاهدفيسبيلاللَّهكمثلالصائمالقائمالقانتبآياتاللَّهلايفترمنصلاةولاصيامحتىيرجعالمجاهدفيسبيلاللَّه (هذالفظمسلم) ، وفيروايةالبخاري: أنرجلاًقال : يا رسول الله ،دلنيعلىعمليعدلالجهاد. قال : لاأجده ، ثمقال : هلتستطيعإذاخرجالمجاهدأنتدخلمسجدكفتقومولاتفتر ،وتصومولاتفطر ؟فقال: ومنيستطيعذلك" ، ونحن نبشر هذا الصحابي بأن هناك أناس في الأمة اليوم يستطيعون أكثر من ذلك ، ولذلك هم يرون أنفسهم أفضل من المجاهدين وأعظم درجة !!

وبعد ..

هل معنى كلامنا هذا أن المجاهدين فوق النقد !!

الجواب : نعم ، هم فوق النقد إذا جاء من قِبل من توعّده الله بالعذاب الأليم من الذين وسمهم بالخوالف ، أما إذا جاء النقد من الرجال ، فلا ..

ثم لنا أن نسأل : لماذا يكون نصيب الحكّام نُصحاً في السرّ وتُكتب المجلدات للنهي عن نصيحتهم علناً مع أنهم يُعلنون تولي الكفار وتحكيم غير شرع الله وينشرون الفواحش ويأكلون أموال الناس بالباطل علناً ، ثم يكون نصيب المجاهدين نقداً (لا نُصحاً) على الملأ !!

كم سمعنا بأن "لحوم العلماء مسمومة" ، ولا زلنا نوقر العلماء ونجلهم رغم كل شيء ، ولكن لنا أن نتسائل : إذا كانت لحوم العلماء مسمومة ، فهل لحوم المجاهدين "كعكة" ، أم أنها أشد سما من لحوم العلماء !! أتظنون أن العلماء يظهرون على شاشات الفضائيات لولا هذا الجهاد !! والله لولا أهل الجهاد لما سُمع لعالم اليوم ولألقاهم الحكام في المزابل ، والتاريخ المعاصر خير شاهد ، فمتى يعقل من يزعم توقير العلماء وهو يقف في صفوف الصليبيين يحارب المجاهدين بلسانه !! وبعض من يدعي العلم يقطع ساعده من حيث لا يشعر !!

من أراد أن يخاطب المجاهدين فليخاطبهم بأدب ، ولينصحهم بأدب ، وليُناقشهم بأدب ، أما النقد (بنّاء أو غير بنّاء) فضلاً عن التفنيد فهذا - إن تكرم المجاهدون بقبوله - لا يكون إلا سرّا .. ومن ليس عنده أدب فليُلجم لسانه وليلزم بيته ولا يتكلم في أمور المسلمين .. إن أردت أن تعرف هؤلاء فانظر حالهم عند كلامهم عن الحكام المرتدين والمسؤولين وانظر تواضعهم وأدبهم واختيارهم الدقيق للألفاظ ، ثم انظر حالهم مع أولياء الله من المجاهدين ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب ..

المجاهدون بشر يُخطؤون ويُصيبون ، ولاكنهم اليوم سادة البشر ، وقد تصدروا الأمة في حربها ضد الكفار ، فهم الذين يذودون عن الحمى ، وهم الذين يبذلون المهج في ساحات الوغى ، وهم الذين يحمون أعراض النساء والرجال ، ويسكبون الدماء في ساحات النزال ، قد هجروا الأوطان وتركوا الخلان تلبية لنداء الواحد الديّان ، فمن لم يعرف حقهم ويُدرك فضلهم عليه : فهو اللئيم الذي لا يجب الإحسان إليه ..

اللهم إنا نُشهدك حب المجاهدين وحب من يحبهم ، ونبرأ اللهم إليك من أعداء المجاهدين ومن والاهم .. اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، واحفظهم بححفظك ، ولا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين .. اللهم طهّر قلوب المجاهدين ووحد صفوفهم وثبّت أقدامهم وسدد رميهم وبارك لهم في حياتهم وتقبل شهداءهم يا رحمن يا رحيم .. اللهم احفظهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين وخبث الخبيثين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
10 جمادى الأولى 1428هـ

الرجل الطيب
المسلم الموحد

عدد الرسائل : 141
نبذة : لا تبخل بالعلم علي أحد
تاريخ التسجيل : 17/05/2007

http://islamway.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى